إقتراح الخميس, 02 فبراير 2012 17:10
10255 قراءة
البخور والعنبر للتمسك بالعادات الجزائرية والاحتفال بالمولد النبوي الشريف

فمثلا في العاصمة الجزائرية تبدأ النساء في تحضير الرشتة بالدجاج للعشاء، فيما يخرج الأطفال إلى عالمهم الخاص أين يقضون معظم الليل في الخارج ويحولون الأحياء إلى ساحات للمعارك بالمفرقعات حتى يصبح الجو ضبابا بالدخان ورائحة البارود، التي عادة ما تكون هذه الأحياء ساكنة ونائمة في الأيام العادية، فيما تركوا هؤلاء الصغار الشموع للنساء في البيت، وتوجهوا إلى أصناف جديدة من المفرقعات مثل الشيطانة، الزربوط، double bombes ، وهذه السنة سمعنا باسم جديد للمفرقعات الخطيرة وهي قذائف القدافي، لكن كل هذه الأشكال من الاحتفالات خرجت عن العادات القديمة وتحولت إلى موضة ومنافسة تجارية بين الشباب، وأصبحت هذه المناسبة إلا مجالا للترفيه عن النفس واللعب، و هذه من العادات غير الجيدة و المشهورة جدا عندنا. لكن تبقى بعض العائلات تتمسك بالتقاليد القديمة بالتوجه إلى المسجد لتلاوة القران، أو التجمع في البيت حول صينية الشاي مع الطمينة التي لا يستغني عنها الجزائريين في مثل هذه المناسبة، إضافة إلى إشعال البخور والشموع للتعبير عن الفرحة لقدوم هذا اليوم السعيد.
و في هذه الليلة التي تشبه في أشياء ما احتفالات ليلة القدر حين تقوم معظم الأسر الجزائرية بختان أولادها، ووضع الحناء، كما تقوم أيضا بأخذ الخطوبة والمهيبة و عقد القران لتكون الفرحة فرحتين.
من جهة أخرى تسعى العائلات من الولايات الأخرى إلى الاحتفال بهذه المناسبة بترسيخ الأفكار الدينية لأولادها، إضافة إلى إطعام المساكين وتنظيم مسابقات دينية لحفظ القران أو الأسئلة والبحوث الإسلامية، فيما تكون الاحتفالات باستعمال المفرقعات أقل حدة من العاصمة، فهي تهتم أكثر بالتمسك بالهوية الجزائرية من الناحية الدينية والتاريخية، وهذا بداية من الحقبة الاستعمارية عندما كان الفرنسيون يحاولون ترسيخ الاحتفالات المسيحية وطمس هويتنا، لكن هذا لا يمنعهم من تحضير أشهى الأطباق التقليدية كالشخشوخة في بسكرة وسطيف والتريدة مع الرفيس بقسنطينة والكسكس والسفنج بالقبائل...
هكذا إذن هي أجواء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في الجزائر وحتى العائلات بالمهجر أخذوا معهم هذه العادات لتطبيقها في الغربة بهدف الحفاظ عليها وسط دفء أسرهم.
فهيمة . ل