إقتراح الأحد, 02 فبراير 2014 13:58
24895 قراءة
ألعاب الطفولة.. بين الماضي والحاضر

ألعاب الماضي كانت غاية في البساطة لكنّها كانت قمّة في المتعة والتّسلية والفائدة، فهي من جهة تنمّي روح الصّداقة بين الأطفال، وتُكسبهم سلوكات إيجابيّة كالتّعاون، وتعلّمهم فنّ التّعامل مع الآخر حتّى في شجاراتهم البريئة التي يعقبها تصالح سريع، ومن جهة أخرى فهذه الألعاب تقوّي جسم من يمارسها، وتنشّط حواسه وتظهر مواهبه وقدراته الكامنة، أضف إلى ذلك أنّ الألعاب في الماضي لم تكن تكلّف الآباء شيئا.
أمّا اليوم، وبسبب التغيرات الكثيرة التي تشهدها الحياة الاجتماعية، فقد أصبحت العاب الاطفال فردية وانعزالية، لم تعد "الحومة" المكان المفضل الذي تمارس فيه الألعاب بسبب حالة الخوف التي تنتاب الأولياء من أن يتعرض اولادهم إلى سوء، أو أن تنحطّ سلوكاتهم بمخالطة الآخرين... أصبح الآباء يجتهدون في ابتكار الوسائل التي تبقي أولادهم داخل البيت باقتناء شتى الألعاب الالكترونية التي تكبت نضج الطفل عقليا ونفسيا وحتى عاطفيّا، بل وتجعل منه شخصا عدوانيّا وأنانيّا، يفضّل الوحدة وينفر من الآخرين ليجد صعوبة كبيرة في انسجامه داخل مجتمعه عندما يكبر، فالطّفل بحاجة إلى مرافقة من هم في سنّه ليكتمل نمو حواسه، والآباء بالطّبع لا يستطيعون لوحدهم أن يعوضوا أبناءهم عن هذا مهما فعلوا.

وإذا كنّا نعرف أصل الدّاء، فما الذي يمنع وصف الدّواء؟ ما الذي يمنع من التضحية ببعض الوقت، الذي هو في الأصل حقّ من حقوق أطفالنا، من اجل منحهم فرصة ممارسة الألعاب الخارجية كالرياضة وغيرها؟ ما الذي يمنع من تشجيع اطفالنا على تكوين صداقات مع أشخاص نثق في تربيتهم؟ لماذا لا نستبدل خرجاتنا إلى الأسواق والمراكز التجارية بخرجات إلى الحدائق والغابات؟ لماذا لا نمنح ابناءنا فرصة ليعيشوا ما عشناه ويستمتعوا به إذا كنّا نرى حقّا أن طفولتنا كانت افضل؟ هل هي أنانيّة منّا أم استسلام للواقع؟ أم هي هروب من المسؤوليّة؟
أمينة.س