إقتراح الأربعاء, 18 سبتمبر 2013 18:04
5954 قراءة
بين الأب و إبنه علاقة صداقة أم أبوة ؟

إن أساس علاقة الابن بوالده تبدأ منذ نعومة أظافره إذ أن نوع العلاقة التي تربط الاثنين تقع بالثقل الأكبر على عاتق الوالد حيث أن الطفل منذ الصغر يكون كورقة بيضاء يكتب عليها الأبوين ما يشاءان أو هو كعجينة بيد الأب يصوغها بإشكال مختلفة حيث يرغب، فإذا ما أراد الوالد بان تكون علاقته بولده علاقة صداقة وأبوة. تمكن ذلك من الصغر فنلاحظ في بعض الأحيان تعمد الأب بإخراج ابنه معه إلى عمله ومرافقته له في جلساته مع الكبار وجلوسه معه في المجالس وهنا يتربى الطفل على مبادئ وأفكار والده ويصبح له الأب والصديق معا، في حين أن هناك مجموعة من الآباء ترفض حب الأبوة والصداقة وتقبل بمبدأ التسليط والقسوة والعناد مع أبناءهم ويرى الأب بأنه اكبر من مرافقة ابنه أو أن يقبل به صديق صغير وهكذا تدريجيا يلتجأ هذا الابن إلى الشارع ومرافقة أصدقاء السوء ويمكن أن نقول أن صياغة العلاقة تعود على الوالد قبل الولد.
إن صداقة الأب فرصة حقيقية لأن البعض حرم منها، وهي فرصة واقعية لأن البعض يغفل عنها، إنها فرصة ثمينة لأن البعض يسيء إليها، فالأب أمل كلما اقتربنا بالجلوس معه أقبلنا على حسن العمل فتحنا معه أبواب التشاور كلما حلت بنا الضوائق .
عندما يكون الطفل صغيرا يكون تحت رعاية الأم أكثر من الأب، وبمجرد أن يكبر قليلا يصبح تحت مراقبة الأب كي لا يصاحب أصدقاء السوء ويقترب منه تدريجيا حتى يحكي له جميع أسراره، ويعيش دون خوف من مقاسي الحياة تحت جناح أبيه، فيجب على الأب أن يمنح وقتا للجلوس مع ابنه وتدريسه واللعب معه.
ايمان .ش