إقتراح الجمعة, 06 يونيو 2014 15:27
5923 قراءة
كيف تتم رعاية الطفل المتبنّي ؟

يعتبر التبنّي فرصة جيدة تتيح للأهل تربية ولد اذا انجبوا أو لم ينجبوا وفي المقابل تتيح للولد النشوء على أهل. في حين يأتي المفهوم المثالي حول التبنّي بثقلٍ قد يزيد الحمل على الأولاد والأهل على حدٍّ سواء. ولكن إن تفهّم الأهل ما يعاني منه الولد فذلك كفيل بتسهيل الكثير من العقبات المرافقة لعمليّة التبنّي.
في الأحوال العادية، يُستقبل الطفل المولود بفرحة ويحافظ عليه بالرعاية في حضن أمه وفي كنف أبيه ويكبر في جو من الحب والقبول ويشعر بالإنتماء لأسرته وعائلته. ولكن للأسف في حالات أخرى يستقبل الطفل بالاشمئزاز والنفور ويتم التخلص منه فور ولادته خاصة اذا كان نتيجة علاقة محرمة، فتخلي الشاب عن الفتاة يدفعها الى وضعه على أحد الأرصفة أو بجوار سلة مهملات أو على باب أحد المساجد. ويترك لعدة ساعات أو أيام بدون غذاء أو رعاية في ظروف جوية قاسية حتى يعثر عليه، حيث تتناقله أياد كثيرة من الذين عثروا عليه من دور الأيتام ومراكز الحضانة، وصولاً إلى المتبنين له. فكيف يكون التعامل بين المتبنين والطفل؟.
التعلق
هناك نقطة هامة لا بد من مراعاتها في التعامل مع الطفل، وهي ما يعرف بـسيكولوجية التعلق والتعود على شخص ما، حيث يميل الإنسان إلى التعلق الوجداني بأشخاص معينين يقومون على رعايته، ويميل إلى استمرارية هذا التعلق حتى يستشعر الطمأنينة والأمان. لذلك لا يجب قطع علاقاتهم من وقت لآخر وبشكل مفاجئ، وهذا يحدث كثيرًا لهؤلاء الأطفال، حيث تنتقل كفالتهم عدة مرات من الأم الأصلية إلى دار الرعاية، ثم تأتي أسرة بديلة تأخذه لعدة سنوات فيتعلق بها ثم يفاجأ بعودته قسرا مرة أخرى إلى دار الرعاية. وهذا التقلب يحرم الطفل من التعلق الدائم الذي يمنحه الشعور بالانتماء والأمان .
والطفل المتبني بعد أن يعرف حقيقة تبنيه، تحدث لديه ازدواجية في الانتماء يجدها في خياله بين الأبوين الحقيقيين والأبوين المتبنيين. وربما يحل هذا الصراع بتوجيه عدوانه إلى أحد طرفي الصراع. وبما أن الأبوين الأصليين غير موجودين، فهو غالبًا يخرج عدوانه نحو الأبوين المتبنيين.
ويظل الطفل المتبني يحلم برؤية أبويه الأصليين ويسعى لذلك كثيرًا، وحين يقابلهم أو يقابل أحدهم لا يشعر ناحيتهم بمشاعر قوية ولكنه يطمئن إلى هويته وأصله. ويجب أن يحتفظ بعلاقة ما تضمن له استمرار ذلك على الرغم من عدم شعوره بالحب لهم.
بحثٌ عن الهويّة
إنّ عدم التواصل مع أصله وجذوره يرسل الطفل المتبنّي غالبًا في رحلة بحثٍ عن الذات والهويّة. ولكن إنّ نقص المعرفة حول أهله البيولوجيّين يصعّب عليه الإجابة عن سؤال: "من أنا؟". تشكّل مشكلة حين يعود الأمر للتتبّع حالات طبيّة أو مشاكل معيّنة ترجع إلى شجرة العائلة. فيمكن أن يعاني الولد المتبنّي من مشاكل منذ الطفولة من السهل متابعتها مع وجود تاريخ عائلي. ولكن إنّ البحث عن الأهل البيولوجيّين ليس بالحلّ السحري. فهذا البحث قد يولّد خوفًا لدى الأولاد والأهل المتبنّين على حدٍّ سواء ممّا قد يخلق تزعزعًا في العلاقة بين الطرفين كنتيجة لتلك المشاكل.
أخطاء الأسرة البديلة
الدلال الزائد: إذا كانت الأسرة قد عانت لفترة طويلة الحرمان من طفل بسبب العقم، فيحتمل أن يحوطوا هذا الطفل القادم بالتدليل وتحقيق كل رغباته فينشأ أنانيًا كثير المطالب، غير قادر على تحمل المسؤولية، فتأديب الطفل اليتيم من صميم الإحسان إليه، ولا تكتمل تربيته إلا بتأديبه وتهذيبه، فلا يكون التساهل فى وضع الضوابط للطفل اليتيم وإلزامه بها أبداً هو المرادف الصحيح للإحسان إليه
الحماية الزائدة: يلعب الأهل الذين يتبنّون دورًا رئيسيًا في التخفيف من معاناة الأولاد، إذا كانت الأم البديلة لديها سمات عصابية تجعلها شديدة الحرص وشديدة الخوف عليه، تحوطه في كل حركاته وسكناته فينشأ إعتمادياً خائفاً.
التفرقة في التعامل: وإذا كان المتبنى يعيش في أسرة بها أطفال آخرين من صلب الأب والأم فغالبا ما تحدث تفرقة في المعاملة تؤدى إلى شعوره بالاختلاف، فإذا لم يكن من الأم قد يكون من الأطفال، فالطفل لا يراعي كثيرا مشاعر الغير، المهم أن يشبع رغباته، بالألعاب مثلا أو الأكل المفضل، حتى لو حاولت الأم الحرص على أبناءها الآخرين بعدم جرح أو الشجار مع الطفل المتبني، فالإخوة فيما بينهم يتشاجرون ويصعب التحكم في تصرفات الطفل.
ايمان.ش