السيدة "نجية" مصممة أزياء تقليدية

هي واحدة من اللواتي كافحن من اجل بقاء هذا الفن التقليدي حيث أضافت بصمتها ونمت موهبتها منذ 20 سنة خبرة في المجال إلا أنها تمنت لو تتعرف عليها الجزائريات بإبداعاتها وموهبتها، حيث ساعفها الحظ مؤخرا وفتحت محلا خاصا بها يدعى محل شمسي للألبسة، فقد تمنته طوال حياتها بهدف إبراز فنها ولمستها وما صنعته أنامل يديها، تعلمت من جداتها وأتقنت في عملها بطريقتها الخاصة ولازالت تقدم هذا العمل أيضا لفتيات هذا الجيل، وغايتها الوحيدة بقاء هذا الفن متداولا في كل البيوت الجزائرية وفي جميع الأعراس، إلتقيناها صدفة وكان لنا معها هذا الحوار الشيق.
بداية من هي السيدة نجية ؟
السيدة فاطمة أو نجية كما ينادونني هي مصممة أزياء قديمة في المجال منذ أكثر من 20 سنة من العطاء متخصصة في اللباس التقليدي، وحاليا تم فتح محل خاص بي لعرض الألبسة التي أقوم بتصميمها شخصيا، ولدينا العديد من الأنواع كطرز الطبلة بالفتلة، العقاشLe perlage) ) ، la passe montré ، اللقاط، الجبة القسنطينية، وبصفة عامة كل الألبسة التقليدية.
حدثينا قليلا عن جديد الصيف ؟
كل سنة نغير قليلا في الطرز أو التصميم في النوع القصير أو الطويل وحسب الطلب كذلك، وفي نفس الوقت للتنويع أيضا، فهذا الموسم الذي تكثر فيه الأعراس لدينا تصميم جديد وهو الطرز الإفريقي، حيث دخل هذا النوع إلى الجزائر منذ سنوات قليلة لكن هذا الموسم سيعرف رواجا أكثر لأنه لا يشبه كثيرا الطرز الذي كان في القديم فهو يصنع بالشعرة و في القديم كان يصنع باليد .
هل هذا الطرز الإفريقي الجديد سيؤثر على أصالة لباسنا التقليدي العتيق ؟

بالطبع لا، لأننا نغير لمسة خفيفة وهو على مستوى الطرز فقط فاللباس يبقى على أصوله الجزائرية ، لكن كل جيل له ميوله الخاص.
من ناحية القماش ما هي الأنواع والألوان الأكثر طلبا ؟
هناك أنواع كثيرة وغير محدودة من الأقمشة منها La toile sauvage ,le lycra, la toile dopions وغيرها، ولأنهم أيضا يتميزون بلون واحد هم إذن ملائمون جدا للطرز ، أما اللون فحسب اختيار الزبونة ففي القديم كانت المرأة تفضل الطرز على القطيفة في بدلة الكاراكو أما الآن فيستخدمون القماش.
ما هو الاختلاف الذي انطبع على المرأة العصرية ولم يكن لدى المرأة في القديم ؟
المرأة العصرية والمرأة في القديم في هذا المجال ليس هناك فرق كبير بينهما فآثار جداتنا لازالت والحمد لله ، بالطبع هناك من ينحاز إلى الغربي قليلا ، وهن بناتنا على كل حال ولكن رغم ذلك وما يتوفر في العالم بقيت المرأة الجزائرية متمسكة بالتقليدي وهذا شيء يشرفنا كثيرا، وفي الحقيقة نحن اللواتي ندعمهم لكي تبقى لمسة البدلة قديمة على مستوى جميع ولايات القطر الوطني.
هل تصممين كذالك اللباس العصري ؟
بالطبع نعم، فأنا أصمم على حسب رغبة الزبونة ولكن تخصصي هو اللباس التقليدي فهو الأكثر رواجا وحاليا هناك دعم من وسائل الإعلام كذلك، حيث ترتديه الفنانات والمنشطات وهذا ما شجع الفتيات لان تلبسنه ، كما تتوفر الآن مدارس في هذا المجال ومراكز لتعلم الحرفة كي تبقى متوارثة جيلا عن جيل.
كيف تلبين جميع رغبات الزبونة ؟
هناك اختلاف واضح بين المرأة الشابة والنساء المتقدمات في السن، حيث نصمم لهذه الأخيرة بدلات خاصة بهن تكون مناسبة مع سنها فمثلا نخفف من الطرز لأنه ليس شرطا أن يكون الطرز باللون الذهبي أو الفضي إذ يمكن القيام بذالك بألوان أخرى الداكنة خاصة.
هل تتغير بدلة العروس بين الحفلة التي تقام في النهار والتي تقام في السهرة ؟
على العموم سواء كان العرس ليلا أم نهارا فالعروس تلبس لباس السهرة، ومهما ترددت في اختيار ألبستها تظهر العروس في أجمل حلة يوم عرسها.
ماذا يمكن أن تقولي لنا عن مجال الخياطة الرفيعة ؟
هو مجال صعب جدا، هناك الكثير من يقول عنه على انه مجال لربح المال وهدفه تجاري ، لكن، حقيقة المصممة تأكل قوت عيشها منه فقط لا أكثر ولا اقل، لأنه ليس المجال الذي يُغْني المرأة ماديا لكنها يغنيها معنويا، وأنا أشجع الفتيات على ذلك فلولاهن لما بقي التراث موجودا ومستعملا.
فهيمة.ل